مستوى التواصل والتعاون بين الوالدين أحد أهم العوامل المؤثرة في تكيف الطفل مع الطلاق. يمكن أن يؤدي الطلاق إلى التوتر والنزاع، ولكن عندما يتعاون الوالدين معاً، فإنه بمقدورهما التخفيف من الآثار السلبية على أطفالهم. تُظهر الأبحاث باستمرار أن الأطفال الذين يتواصل والديهم بشكل فعال ويتعاونان بعد الطلاق يحققون نتائج عاطفية أفضل.
ما مدى أهمية تعاون الوالدين:
- • تقليل التوتر والقلق: إن التواصل المفتوح القائم على الاحترام بين الوالدين يعزز الشعور بالاستقرار لدى الأطفال. حين يرى الأطفال تعاون والديهم، فإن ذلك يطمئنهم إلى أنهم ما زالوا جزءاً من عائلة محبة وداعمة.
- •
تعزيز الشعور بالأمان: قد تكون تجربة الطلاق مربكة ومشوشة للأطفال، غير أن رؤية الوالدين يتعاونان معًا، حتى بعد الانفصال، يساعدهم على الشعور بمزيد من الأمان واليقين بشأن المستقبل.
- • نماذج وقدوات يحتذى بها لحل النزاعات بطريقة صحية: الوالدين الذين يتعاملان مع الخلافات بهدوء واحترام يقدمان مثالاً قوياً لأطفالهم، ويعلمانهم كيفية التعامل مع النزاعات في علاقاتهم.
- • المحافظة على علاقات قوية مع كلا الوالدين: عندما ينهار التواصل، قد يشعر الأطفال أنه يجب عليهم اختيار أحد الوالدين. يساعد التواصل الواضح والمفتوح في الحفاظ على علاقات قوية وصحية مع كلا الوالدين، وهو أمر بالغ الأهمية لصحتهم العاطفية.
نصائح للتربية الوالدية المشتركة الفاعلة:
- 1. التركيز على الطفل: الحفاظ على تركيز جميع المحادثات على الطفل. من المهم تجنب الحديث عن الشكاوى والمشاكل الشخصية، وبدلاً من ذلك، مناقشة احتياجات الطفل وأفضل السبل لدعمه.
- 2. اتباع لغة حوار قائمة على الاحترام: يتأثر الأطفال بشدة بالطريقة التي يتحدث بها والديهم عن بعضهم البعض، لهذا ينبغي الحرص على اتباع لغة حوار قائمة على الاحترام وتجنب التعليقات السلبية، خاصةً أمام الأطفال. ومن المهم كذلك إظهار التماسك.
- 3. الاتساق: إن إحدى الطرق الأكثر فعالية في تسهيل عملية انتقال الأطفال خلال فترة الطلاق وبعدها هي ضمان الاتساق بين الأسرتين، حيث إن الاتفاق على القواعد والانضباط ونمط الحياة المعتاد يساعد الأطفال على الشعور بالاستقرار والأمان.
- 4. مشاركة المعلومات: يجب أن يظل كلا الوالدين على علم بالجوانب المهمة في حياة أطفالهما، بما في ذلك المدرسة والصحة والأنشطة اللاصفية. وهذا يوضح للأطفال أن كلا الوالدين يظلان منخرطين بفعالية في حياتهم.
- 5. المرونة: لا يمكن التنبؤ بمجريات الحياة، فقد يقتضي الحال حدوث تغييرات في المواعيد، لذا تساهم المرونة واستيعاب احتياجات الطرف الآخر في التقليل من النزاعات والتوتر لدى جميع الأطراف.
- 6. استخدم الأدوات المحايدة: في بعض الأحيان قد يكون التواصل المباشر صعباً. يمكن أن تساعد تطبيقات الرعاية الوالدية المشتركة والبريد الإلكتروني في تسهيل المحادثات المهمة دون التوتر غير الضروري.
- 7. حضور الفعاليات معاً: محاولة حضور الفعاليات المهمة معاً، مثل العروض المدرسية أو الأنشطة الرياضية، متى ما كان ذلك مناسباً، حيث يساهم ذلك في إثبات دعم كلا الوالدين للطفل.
- 8. طلب المساعدة عند الحاجة: إذا أصبح التواصل صعباً للغاية، ينبغي النظر في طلب المساعدة من وسيط أو مستشار أسري. يمكن أن يساعد التوجيه والإرشاد الذي يقدمه المتخصصين الوالدين على التعامل مع المسائل الحساسة بشكل أكثر فعالية.
يتطلب بناء علاقة تعاونية بين الوالدين وقتاً وجهداً، ولكن الفوائد التي تعود على الطفل لا يمكن قياسها. من خلال إعطاء الأولوية لجودة حياة الطفل، يمكن للوالدين توفير بيئة تمكنه من الازدهار بالرغم من التغيرات الطارئة على بنية الأسرة.
ملاحظة: في الحالات التي تنطوي فيها الرعاية الوالدية المشتركة على تحديات مثل العنف المنزلي، أو تعاطي المخدرات، أو غيرها من السلوكيات الضارة، قد لا يكون الحفاظ على التواصل والتعاون ممكناً أو آمناً. لذا في مثل هذه الحالات، من المهم إعطاء الأولوية لسلامة وجودة حياة الطفل ووالدته أو والده، بالإضافة إلى النظر في إجراء الزيارات تحت إشراف الجهات المختصة أو وضع الحدود من خلال القنوات القانونية. يمكن أن يساعد طلب التوجيه والإرشاد من المتخصصين، مثل المستشارين أو الخبراء القانونيين، في التغلب على هذه التعقيدات وضمان حماية الطفل إلى جانب الحفاظ على علاقة صحية مع كلا الوالدين حيثما كان ذلك مناسباً.