من الممكن أن تتسبب تجربة الطلاق بالارتباك والتشوّش للأطفال، لذا من المهم إعدادهم وتهيئتهم للتغييرات المترتبة على الطلاق حتى يسهل انتقالهم للوضع الجديد والتقليل من الشعور بالقلق لديهم. تساهم مراعاة الوالدين لاتباع الأسلوب المناسب في الحوار في تعزيز الشعور بالدعم والأمان لدى أطفالهم، حتى مع حدوث التغير في وضعهم الأسري.

في الوضع المثالي، يجب على كلا الوالدين الجلوس مع الأطفال لمناقشة انتقالهم للوضع الجديد. وبهذا الخصوص، من المهم بالنسبة للوالدين الحرص على التزام الصدق في الحوار، حيث إن الكذب على الأطفال بشأن الطلاق يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالة الارتباك والتشوّش لديهم وبالتالي يصعب عليهم التكيّف مع الوضع الجديد.

أسلوب التحدث مع الأطفال عن الطلاق:

1. 1. اختيار الوقت والمكان المناسبين:
   اختيار التوقيت أمر بالغ الأهمية، لذا يُراعى التأكد من اختيار مكان هادئ وخاص يعزز شعور الطفل بالأمان. كما ينبغي أن يكون كلا الوالدين حاضرين، إن أمكن، لإظهار التماسك، ما يساهم في طمأنة الطفل.
2. 2. استخدام كلمات مناسبة لعمر الطفل:
   يُراعى الانتباه إلى استخدام لغة تناسب عمر الطفل ومستوى نضجه العاطفي، حيث يحتاج الأطفال الصغار إلى توضيحات بسيطة ومباشرة، بينما قد يحتاج الأطفال الكبار إلى مناقشات أكثر تفصيلاً. كما ينبغي الحرص على تجنب تشويشهم بالكثير من المعلومات والامتناع عن إلقاء اللوم على الطرف الآخر أو تشويه صورته.
3. 3. توضيح الوضع:
   التوضيح بأن الطفل غير مُلام على الطلاق وأنه ليس خطأه، وذلك لأن العديد من الأطفال يلومون أنفسهم على انفصال والديهم، لهذا من الضروري طمأنتهم بأن هذا القرار اتخذه الوالدين وغير مترتّب على سلوك الطفل أو تصرفاته. يُراعى تذكير الأطفال باستمرار بمحبة الوالدين لهم على الدوام حتى بعد الانفصال.
4. 4. توضيح التغييرات:
   يحتاج الأطفال إلى معرفة كيف ستتأثر حياتهم بالطلاق، لذا ينبغي مراعاة الوضوح بشأن أي تغييرات في ترتيبات المعيشة أو المدرسة أو نمط الحياة المعتاد، إلى جانب التركيز كذلك على الأمور التي ستبقى كما هي. وبهذا الخصوص، يُعد الاتساق والثبات على وضع معيّن أمراً أساسياً لتعزيز شعور الأطفال بالاستقرار خلال هذه المرحلة.
5. 5. التشجيع على طرح الأسئلة والاستفسارات:
   من المهم إعطاء الطفل الفرصة لطرح الأسئلة والاستفسارات، إذ قد لا يفهم الأطفال تعقيدات الطلاق على الفور، لذا ينبغي الاستعداد لتكرار جلسات التحاور عدّة مرّات. ينبغي الإجابة على الأسئلة بصراحة، ولكن دون إلقاء اللوم على أي من الوالدين.
6. 6. إقرار المشاعر:
   قد يمرّ الأطفال بمجموعة واسعة من المشاعر، بدءاً من الحزن والغضب وصولاً إلى الارتباك والخوف، لذلك من المهم إخبارهم بأنه من الطبيعي أن يمرّوا بهذه المشاعر وأنه لا مشكلة في التعبير عن هذه المشاعر، بالإضافة إلى طمأنتهم بأن الأمور ستصبح أسهل مع مرور الوقت.
7. 7. التركيز على الاستقرار:
   في ظل حدوث تغييرات في حياة الأسرة، تبقى بعض الجوانب ثابتة كما هي، لذا ينبغي التركيز على نمط الحياة المعتاد أو العادات التي ستستمر ولن تتغير، ما يساهم في إعطائهم الشعور بالاستقرار والراحة خلال فترة التشوّش والارتباك.
8. 8. الاستمرار بالطمأنة مع مرور الوقت:
   من غير المتوقع أن تبدد جلسة تحاور واحدة جميع مخاوف الطفل، فقد يحتاج الأطفال إلى بعض الوقت لتقبل التغييرات، وقد يتطور فهمهم للوضع. على الوالدين الحرص على الانفتاح والجاهزية للمناقشات المستمرة، وطمأنة الطفل عند الحاجة.
9. 9. استخدام القصص أو الكتب حول الطلاق:
   يجد الأطفال في الغالب سهولة في فهم المفاهيم الصعبة من خلال القصص. لذا، على الوالدين النظر في قراءة كتب مناسبة لعمر الطفل حول الطلاق تشرح الوضع بطريقة ذات صلة وسهلة الفهم. يمكن أن تساعد القصص الأطفال على الشعور بقدر أقل من العزلة والوحدة في تجربتهم وتزودهم بطرق مفيدة للتفكير في التغييرات المقبلة والتعامل معها.

إعداد الأطفال وتهيئتهم بشكل مدروس وبعناية يعزز شعورهم بالدعم والمحبة خلال مثل هذه الفترات المحفوفة بالتحديات، ويؤثّر الأسلوب المتبّع في التحاور مع الطفل ومناقشة الطلاق معه في استقباله للموضوع والتكيّف مع التغييرات المترتّبة في الأشهر والأعوام المقبلة.