أثر الطلاق على الصحة العاطفية للأطفال ونموهم

تؤدي تجربة الطلاق إلى إحداث تغييرات كبيرة في حياة الطفل، ويمكن أن تكون آثاره على الصحة العاطفية والنمو عميقة. وعلى الرغم من أن كل طفل يتفاعل بشكل مختلف مع تجربة الطلاق، إلا أنه من المهم للوالدين أن يفهموا الآثار المحتملة ويتخذوا الخطوات اللازمة لتقديم الدعم.


الاستجابات العاطفية للطلاق:


قد يعاني الأطفال من مجموعة متنوعة من المشاعر خلال فترة الطلاق وبعدها، كالحزن والغضب والخوف والشعور بالذنب والتوتر والارتباك. تعتبر هذه المشاعر طبيعية، ولكنها قد تظهر بطرق مختلفة حسب عمر الطفل:


  • الأطفال الصغار (أقل من ثمانية أعوام): قد يواجه الأطفال الصغار صعوبة في فهم السبب وراء حدوث الطلاق. قد يُظهرون التعلّق، أو يواجهون صعوبة في النوم، أو يتراجعون في سلوكيات معينة كالتبول اللاإرادي، وغالباً ما تكون هذه السلوكيات علامات على القلق أو الارتباك.
  • الأطفال في سن المدرسة (8-12 عاماً): قد يواجه الأطفال في هذه الفئة العمرية صعوبات في الدراسة، حيث قد يتراجع مستوى أدائهم المدرسي أو يواجهون صعوبة في التركيز. وقد يظهرون كذلك غضباً أو إحباطاً متزايداً، سواء في المنزل أو في السياقات الاجتماعية.
  • المراهقون (13 عاماً فما فوق): قد ينسحب المراهقون من التفاعلات الأسرية، أو يلجؤون إلى الأصدقاء، أو يعزلون أنفسهم. في بعض الحالات، قد ينخرط المراهقون في سلوكيات محفوفة بالمخاطر كوسيلة للتعامل مع الاضطراب العاطفي الذي يعانون منه.

كيف يؤثر الطلاق على النمو:


يمكن أن يكون للطلاق كذلك آثار طويلة المدى على نمو الطفل في العديد من المجالات الرئيسية:


  • النمو العاطفي: قد يواجه الأطفال الذين يمرّون بتجربة الطلاق صعوبات في تكوين العلاقات المبنية على الثقة أو يعانون من مشاكل التعلق. قد يصاب البعض بمشاعر الهجر وعدم الانتماء أو الخوف من العلاقات المستقبلية.
  • النمو الاجتماعي: يمكن أن يؤدي الطلاق إلى إحداث حالة من الاضطراب في التفاعلات الاجتماعية للطفل، مما يؤدي إلى مواجهة تحديات في العلاقات مع الأقران. قد يشعر الأطفال بالعزلة أو يجدون صعوبة في التأقلم مع الأصدقاء الذين يأتون من عائلات ليس فيها حالات طلاق.
  • التعلم والأداء الدراسي: يمكن أن يؤثر الضغط والتوتر العاطفي الناتج عن الطلاق على قدرة الطفل على التعلم والتركيز والأداء المدرسي، فإنه من الشائع أن يواجه الأطفال انخفاضاً في التحصيل الدراسي أو فقدان الاهتمام بالأنشطة المدرسية خلال هذه الفترة.

تقديم الدعم للطفل خلال فترة الطلاق:


رغم أن الطلاق قد يشكل تحديات، إلا أن العديد من الأطفال يتكيفون وينمون ليصبحوا كبار راشدين متكيفين بشكل جيد، حيث يؤدي الوالدين دوراً جوهرياً في مساعدة أطفالهم خلال هذه الفترة الانتقالية. وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن للوالدين من خلالها تقديم الدعم لأطفالهم:


  • الحفاظ على نمط الحياة المعتاد: تساهم المحافظة على نمط الحياة المعتاد في تعزيز الشعور بالاستقرار خلال الفترة التي تشهد التغييرات، لهذا من الضروري الحرص على المحافظة على مواعيد النوم ومواعيد تناول الطعام واستمرارية الأنشطة المنتظمة الأخرى قدر الإمكان.
  • تشجيع التواصل المفتوح: توفير بيئة تعزز شعور الطفل بالأمان عند التعبير عن مشاعره، وإخباره بأنه من الطبيعي أن يشعر بالانزعاج أو الارتباك، وتشجيعه على مشاركة أفكاره.
  • طمأنة الطفل: تذكير الطفل بأنه غير مُلام على الطلاق وأنه ليس خطأه، وسيستمر الوالدين في محبته وتقديم الدعم اللازم له، حيث يمكن أن تساعد الطمأنة في تخفيف مشاعر الذنب أو المسؤولية.
  • انتباه الوالدين لسلوكياتهم: يراقب الأطفال عن كثب كيفية تعامل والديهم مع الطلاق، لذا من الضروري أن يحافظ الوالدين على هدوئهم وتماسكهم خلال هذه الفترة الصعبة للمساعدة في طمأنة الطفل وتعزيز شعوره بالأمان والسند.
  • إبقاء الطفل بعيداً عن مشاكل الطلاق: تجنُّب إشراك الطفل في أمور الكبار، مثل استخدامه لنقل الرسائل بين الوالدين أو وضعه في موقف الاختيار من بين أحد الوالدين. تأمين الحماية للطفل من النزاعات الدائرة بين الوالدين يمكن أن يمنع التوتر العاطفي غير الضروري ويحافظ على علاقاته مع كلا الوالدين.
  • طلب دعم المتخصصين: إذا كان الطفل يواجه صعوبة في التكيف، فينبغي النظر في طلب المساعدة من معالج أو مستشار. يمكن أن يوفر دعم المتخصصين للطفل أدوات إضافية للتعامل مع مشاعره بطريقة صحية.

من خلال البقاء على اطلاع على احتياجات الطفل وتقديم الدعم المستمر له، يمكن للوالدين مساعدته في التغلب على التحديات العاطفية التي يفرضها الطلاق. بمرور الوقت وبالصبر والمحبة، يمكن للطفل أن يخرج من هذه التجربة أكثر مرونة وأفضل جاهزية للتعامل مع التحديات المستقبلية.


هل وجدت هذا مفيدا؟
people found this helpful
شارك
حكومة أبوظبي

هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة هي هيئة حكومية، مقرها امارة أبوظبي، تهدف لدعم التنمية الشاملة للأطفال. وتعمل الهيئة على وضع السياسات وسن القوانين والتشريعات المستندة من البحوث العلمية والتي تعنى بالطفولة المبكرة وتعزيز السلوكيات المرتبطة بها.

معلومات عامة وشكاوى
مركز اتصال حكومة أبوظبي
هاتف هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة

من الإثنين إلى الخميس
من الساعة 08:00 صباحاً وحتى 04:00 مساءً
يوم الجمعة
من الساعة 08:00 صباحاً وحتى الساعة 12:30 ظهراً

info@eca.gov.ae

تابعنا
فيسبوكتويتر إكسانستجراملينكدإن
©2025 هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، جميع الحقوق محفوظة